الاثنين، 9 سبتمبر 2013

أسطوره المينوتورس

أسطوره المينوتورس





تم إرسال الثور الأبيض السابق ذكره إلى مينوس كتضحية من قبل بوسيدون. فأحبته باسيفاي ومارست الحب معه فكان طفلهما المينوتور، ويقطن في قصر اللابرنت-قصر التيه-، وهو عبارة عن منشأة شبيهة بالمتاهة بُنيت لملك كريت مينوس، وصممها المعماري دايدالوس لاحتجاز المينوتور كعقاب من بوسيدون.
بعد قتل أندوغيوس بن مينوس من قبل ملك أثينا أيغيوس قام مينوس بمهاجمة أثينا ليفرض إتاوة بسبعة شبان وسبع عذارى ليأكلهم المينوتور كل 9 سنوات (أو كل سنة حسب بعض المصادر).


كونت الأساطير الإغريقية جزءاً هاماً من منظومة المعتقدات والمفاهيم لدى القدماء إلا أن المرء لا يدرك أهميتها في حياتنا اليومية إلا حينما نذكرها في حياتنا اليومية فمثلاً نتذكر (أطلس) الذي يحمل كوكب الأرض على كتفه لدى تصفحنا لـ أطلس البلدان الذي يحوي مجموعة الخرائط الجغرافية، أو عندما يصف احدهم فتاه حسناء فيشبهها بـ (فينوس) آلهة الجمال، أو عند ذكر المكوك الفضائي أبوللو، في هذه المرة نستعرض لكائن أسطوري آخر ورد ذكره في الميثولوجيا الإغريقية وهو الماينوتور Minotaur.
في جزيرة كريت الهادئة والواقعة في البحر المتوسط على مقربة من جزر اليونان الأخرى نشأت حضارة فريدة فعلية وهي حضارة (الماينو) وعاصمتها (كونوسوس) تلك المدينة الغابرة التي كانت في وقت ما مزدهرة منذ خمسة عشر قرناً وقد كانت جزيرة كريت مهداً لأحد أشنع الكائنات الأسطورية الإغريقية على الإطلاق هو (ماينوتور) هذا الوحش الدموي المخيف الذي كان له رأس ثور وجسد إنسان وثمة روايات ضعيفة تقول أن الثور كان الجزء السفلي، المهم انه كان مرعباً ومخيفاً وكان يقتل كل من يجرؤ على الاقتراب منه.


وكلمة ماينوتور مشتقة من كلمة ماينو-توروس Mino- Taurus الإغريقية وهي مكونة من مقطين الأول ماينو Mino والتي تشير إلى الملك ماينوس أو الحضارة الماينوية 
والآخر توروس Taurus والتي تعني الثور، أي أن معناها هو "ثور ماينوس".

بعد اعتلاء (ماينوس) للعرش في كريت كان يناضل مع اخوته على فرض سلطته في البلاد، ومن أجل تحقيق هدفه صلى لـ بوسيدون (إله الأعماق والبحار عند الإغريق) فندر له أضحية تتمثل بثور أبيض كبياض الثلج حالما يوافق بوسايدون على تحقيق رغبة ماينوس. وعندما تحقق لـ ماينوس ما تمناه كان عليه أن يضحي بالثور الأبيض على شرف بوسيدون لكنه قرر الاحتفاظ به إذ راقه جماله.
وكان على ماينوس أن يتحمل العقاب لعدم إيفائه بوعده لـ بوسايدون فجعلت آلهة الحب (أفروديت) من زوجته (باسيفائي) واقعة بشكل جنوني في حب ثور من البحر وهو الثور الكريتي.
فطلبت (باسيفائي) من مهندسها المبارع (ديدالوس) أن يصنع لها نموذجاً لبقرة من الخشب مجوفة من الداخل لكي يتم لها ما رغبت به وتتزاوج (تضاجع)الثور الأبيض الذي أحبته ونتج عن هذا الاقتران (ماينوتور) الوحش الأسطوري الذي قامت (باسيفائي) برعايته خلال فترة طفولته.


سرعان ما نمى (ماينوتور) وأصبح مفترساً وكان أمراً غير عادي أن يجمع بين الإنسان والوحش كما لم يكن لغذائه مصدر طبيعي إذ كان يفترس البشر ويأكل لحومهم ليسد جوعه، حصل الملك ماينوس على المشورة من الوحي (أوراكل)عند معبد دلفي وهي تتمثل في بناء متاهة عملاقة لتكون مسكناً لـ (ماينوتور) فقام (ديدالوس) ببنائها بالقرب من قصر (ماينوس) في مدينة كونوسوس، وتم احتجاز الماينوتور في هذا المكان ليركض بين ممراته عاجزاً عن الخروج، وصار هذه المتاهة من أهم معالم جزيرة كريت.
وتذكر الاساطير الاغريقية أن المهندس المعماري الموهوب (ديدالوس) كان أيضاً أول من حاول الطيران في التاريخ ومن الجدير بالذكر أن الكشوفات الأثرية الحديثة أظهرت آثار المتاهة في باطن الأرض تحت أنقاض قصر ماينوس.
وتعني كلمة اللابيرنث labyrinth المتاهة أو التيه في اللغة الإغريقية وهي عبارة عن ممرات ومنحنيات متشابكة وشعاب معقدة للغاية ويكون من الصعب جداً الخروج منها وكانت فكرة بناء التيه الفكرة التي ساهمت في التخلص من كارثة بيولوجية حلت على الجزيرة الهادئة إلا ان المشكله لم تنتهى عند هذا الحد، وكانت المأساه لم تأتى بعد.



بدأت المأساة عندما فاز ابن الملك (ماينوس) ببطولة الألعاب الأوليمبية التي تقام دائماً في أثينا فحصل على الكثير من الهدايا والجوائز مما جعل ابن ملك أثينا يستشيط حقداً وغضباً فقام بإرسال بعض قطاع الطرق لكي يهاجموا ابن ملك كريت ويمزقوه إرباً.
وكانت هذه الجريمة كافية لكي يثور ملك كريت الذي علم ما حدث لابنه بالتفصيل فقام بتجهيز جيش جرار وزحف به نحو أثينا وقام بذبح الكثير من الأثينيين بل ولم يكتفِ بهذا القدر فقام بحصار المدينة ليجبر جميع أهلها على الاستسلام، وقد كان هذا الحصار مرهقاً بالنسبة لأهل أثينا فقد شح عنهم الماء ونفد الطعام لفترة طويلة، فما كان من (ايجوس) ملك أثينا إلا أن ارسل إلى (ماينوس) ليعرض عليه الصلح، لكن الاب المكلوم رفض الصلح وقال إن أثينا كلها لا تعوضه عن ابنه ومع ذلك قبل الصلح على أن يعود إلى كريت ومعه 7 فتيان اقوياء وسبع فتيات عذارى ليلقى بهم إلى الماينوتور
ولم يجد ملك اثينا إلا أن يوافق على هذا العرض الذي كان يتكرر كل عام وفي روايات أخرى كل 9 اعوام، والا سيواجه حرباً أمام حضارة كريت القوية آنذاك.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق